حتى لاننساهم ... الشهيد أمير مجدى

أمير مجدي.. شهيد الصف الأول بالميدان


ولد الشهيد أمير مجدي في الرابع من أكتوبر 1986م، بقرية أبو العوالي التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية "محافظة الرئيس المخلوع والتي فرحت برحيل نظام حكمه المستبد، استشهد قبل عقد قرانه بشهرين برصاص قناصة الداخلية، فجر يوم الثلاثاء حوالي الساعة الثالثة والنصف، قبل معركة الجمل بميدان التحرير، تاركًا أسرة من أب وأم وأربعة من الإخوة، وكان يعمل محاسبًا بإحدى الشركات الخاصة بمدينة 6 أكتوبر.

يقول شقيقه "عبده مجدي" عنه: لم يعرفه أحد إلا وأحبه، وكان أكثرنا تدينًا وقربًا من والده ووالدته، وكان ملتزمًا مع جماعة الإخوان المسلمين، ومحبوبًا بينهم وخرج معهم في مظاهرات التحرير حتى استشهد هناك، وقبل وفاته كان مهمومًا بالشأن العام دائمًا، وكان حزينًا على ما يحدث في فلسطين خاصة.

وتحكي لنا والدته عن علاقته الوطيدة بها وحنانه الكبير عليها وحبها الخاص والشديد له والذي جعلها أكثر المتأثرين به بعد استشهاده، فتقول: كان أمير دائمًا الحديث معي عن كل شيء، وكان يحدثني كثيرًا عن صلاح الدين وتحريره لبيت المقدس، وكان أمير مهمومًا دائمًا كصلاح الدين ببيت المقدس.

ثم ذكرت لنا أنه كان يُعلم أبناء القرية بلا مقابل ويستضيفهم في المنزل، فضلاً عن كرمه لهم فكانت الأم تُقدم لهم العصائر، وكان يقوم بتخفيظهم القرآن بالمسجد فأحبه أبناء القرية كلهم.

ورغم تلقيها الخبر بثبات وجلد ورضى، إلا أن أكثر ما يحزنها الآن أنه كان "خاطبًا"، وهي التي ألبست خطيبته "الشبكة" بنفسها، وكان من المتفق عليه أن يتم عقد القران عقب عيد الفطر.

ويُعدد محمد أبو أحمد "مسئوله التربوي" خصال الشهيد قائلاً: "كان أمير من الأشخاص الأكثر احترامًا، وكان شديد الالتزام بوقته في كل مواعيده، وخصوصًا في أسرته، وكان يربطه بالطلبة الذين كانوا تحت إشرافه التربوي علاقات حميمة في الأفراح والأتراح، وخاصة في جلساتهم التربوية في رمضان؛ لأنه كان كثيرًا يستضيفهم في إفطاراته الرمضانية لهم، فكان عمله في القطاع التربوي مع الإخوان.


الشهيد في رمضان

الصورة غير متاحة
كان لأمير يومياته الخاصة والتي استطعنا الوصول إليها من أجندته الخاصة التي كان يحرص أشد الحرص ألا يفتحها غيره، ولكن استطعنا الوصول إليها عن طريق شقيقه  عبده، الذي يقول: الذي يلاحظ العام الأخير لأمير، يعرف أنه كان تمهيدًا لاستشهاده، فكان يقيم الليل ويصوم كل اثنين وخميس طوال العام، وكانت كل حياته منظمة جدًّا في أجندته الخاصة التي تحوي جدول أعماله بشكل منظم.

كان نهاره موزعًا بين عمله وصلة الرحم وزيارة إخوانه حتى وقت العصر؛ ليعود لاستكمال أوراده القرآنية حتى صلاة المغرب، ثم الإفطار ثم صلاة العشاء والتراويح، وكانت له بعض الأعمال الخاصة به في رمضان، فكان أمير يقوم بجمع التبرعات من الأغنياء من أهالي القرية ليقوم بشراء شنط رمضان لتوزيعها على الفقراء في جوف الليل.

أما في العشر الأواخر فكان يعتكف في المسجد ويجتهد أكثر في العبادات، وكان يستعد لصلاة العيد فجرًا بجمع الحصائر مع إخوانه لفرشها في الخلاء استعدادًا لصلاة العيد على سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

ويقول أحمد عبد السلام "صديقه المقرب وتوأم روحه": أفضل ما يميز أمير هو علاقته الطيبة بربه، فكانت له أحوال مع الله، وكان إيجابيًّا جدًّا.

وذكر لنا موقفًا يعبِّر عن شخصيته العظيمة منذ صغره؛ حيث كانا صديقين وعندما افترقا، جاء أمير وقدم له هدية، وناشده ألا يترك صداقته، ومن يومها لم يتركه أبدًا، حتى اعتقد البعض أنهما توأم لأنهما كانا يقومان بكل أعمالهما معًا.

وكان أمير كريمًا جدًّا في رمضان، فكان يقوم بعمل إفطارات لكل من أسرته التربوية، وأسرة الطلبة التي يشرف عليها، وعلى الرغم من أن كل ذلك كانت أعمال البر الظاهرة أقل بكثير من أعماله الخفية كقيام الليل وتلاوة القرآن، وكان محبًّا للقرآن عاشقًا لسورة "يوسف" وخصوصًا الربع الأخير منها.

ويقول عبد السلام: كان أمير يجلس لمدارسة القرآن الكريم ما بين العصر حتى المغرب، وحضور مجالس العلم بعد العشاء ومجالس الذكر بعد الفجر، ونشاطه لم يقتصر على الإيمانيات فقط، بل إيمانياته هي الباعث على نشاطه البارز والملحوظ في جميع المناسبات.
تقول أمه كنت أقوم بتحضير السحور له ليأخذه إلى المسجد ليتسحر مع إخوانه في المسجد، وكان كثيرًا ما يستضيفهم في المنزل.


قصة استشهاده
يحكي "سعد حامد" خال الشهيد أنهم- وبفضل الله- كانوا في الصفوف الأولى لحماية الميدان من مناوشات البلطجية المتكررة، وأصيب أمير مرتين مرة في رأسه ومرة في وجهه بحجارة البلطجية، وفي حوالي الساعة الثالثة والنصف فجر يوم الخميس 2 فبراير أصابته قناصة الداخلية فسقط شهيدًا، والعجيب أن أمه كانت صابرة ومثابرة حينما تلقت خبر وفاته، وكيف لا تفعل وقد فاضت روحه شهيدًا؟!.


اعتاد أمير استقبال شهر رمضان- كما في أجندته وكما يحكي لنا شقيقه- بالقرآن ومجالس العلم والسنن والأعمال الصالحة، وكان يبدأ يومه الرمضاني بقيام الليل حتى الفجر، ثم يذهب لصلاة الفجر في صلاة الجماعة، ومن ثم يجلس في المسجد مع إخوانه لقراءة الأذكار والأوراد حتى وقت الضحى، ثم يختتمون جلستهم بصلاة الضحى لتكتب لهم "حجة وعمرة تامة تامة تامة"، كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لمن يريد صناعة باتشات ل PES من الالف للياء

حمل أجمل أناشيد فور شباب

هكذا يستعد الشباب السعودي لاستقبال الحجاج