ثورة الايمان د/ خالد أبو شادى
الثورة في أول معانيها انقلاب .. انقلاب على ماض مرير وحاضر مؤلم .... تُبدِّل حالا بحال .. وتقلب الأمور ظهرا لقلب .. تعيد الأمور إلى نصابها .. وتُرجِع الحق سيدا ليرتدَّ الباطل ذليلا خاسئا .. والثورة التي عصفت بالنظام الظالم تشبه في عشرة جوانب: الثورة على النفس الظالمة .. فإذا كانت الثورة انقلابا، فإن انقلاب ...القلب: أن تظل طوال عمرك بعيدا عن الأنوار .. تسكن الظُّلمة وتغرق بالأوزار في الأوزار، ثم تصير فجأة منبع النور وصانع النهار ... أن تطوف حول ذاتك ومتعتك ولذَّاتك حتى نالك غبار الثورة، فقذف في قلبك حب الخير ونفع الغير، ولو كانوا من لا تعرف بل ومن لا تحب.. أن تكون أبعد ما تكون عن الجنة، تابعا للشيطان، خادما له حتى استنشقتَ عبير الثورة، فتسلَّمتَ زمام القيادة، ثم أَرغَمْتَ أنف إبليس في التراب، وأذقته ألوان العذاب بعد ما هدمت ما بنى الأعوامَ الطوال. أن تكون هممك دنيوية .. فارق راتب تسعى إليه .. مستوى معيشي تحلم به .. زميل دراسة سبقك إلى الثراء فتكدُّ في اللحاق به .. فإذا بالثورة تعصف بالقديم .. تقتلعه من جذوره، ثم تستبدله بالجديد، وجديد القلب هو تعلقه بالعرش، وطمعه في مجاورة