حتى لاننساهم ... الشهيد عبد الكريم رجب


الشهيد عبد الكريم رجب: "دين الله أغلى"

- آخر كلامه للدكتور صفوت حجازي: "ذاهب لأسلم على سيدنا حمزة"
- شقيقه: كان أبرنا بأبينا ومثالاً وقدوةً لنا رغم أنه الأصغر وملازمًا للقرآن
- صديق عمره: الصبر والتضحية وقوة علاقته بالله كانت أهم ما يميزه

كتب- إسلام عادل:
شهيد من شهداء شباب جماعة الإخوان المسلمين في ثورة 25 يناير 2011م، قدم نفسه فداءً لهذا الوطن من أجل دفع الظلم ومحاربته، وهو شاب أزهري اسمه "عبد الكريم أحمد رجب" الطالب بالفرقة الرابعة بكلية العلوم جامعة الأزهر، من مواليد عام 1987م، وهو ابن قرية "الصنافين" بمنيا القمح محافظة الشرقية.
ويستطرد د. حجازي قائلاً: إن "عبد الكريم" بعد أن صلى بنا التفت إليَّ وسألني وقال: "هل لو متنا يا شيخ سنكون من الشهداء؟"، فأجبته بنعم، فسأل مرة أخرى: وما الدليل؟، فذكرت له الدليل، فنظر إليَّ نظرة تحمل الكثير من المعاني وقال: "والله يا شيخ ما خرجت إلا لأقول كلمة حق في وجه الظالم"، ويضيف د. حجازي "ناشدني عبد الكريم بأني إذا مت قبله أن أسلم له على سيدنا حمزة وبالمثل رددتها له أنه إن مات قبلي فليسلم لي على سيدنا حمزة".

الصورة غير متاحة

يتحدث "د. صفوت حجازي" الداعية الإسلامي عن عبد الكريم، وقصة استشهاده في الميدان قائلاً: "كنا في يوم الأربعاء عند المتارس الأول بميدان "عبد المنعم رياض"، وكنَّا صلينا الفجر متأخرين لأننا انقسمنا إلى مجموعات؛ مجموعة صلت قبلنا وبقينا وبعد ذلك صلينا نحن وبقوا هم للحراسة، وكان عبد الكريم معي في مجموعتي وكنا نتعارف أنا والشباب، وكان عبد الكريم بينهم، وعلمت أنه شاب أزهري يحفظ تقريبا 25 جزءًا من القرآن الكريم، وكان صوته "حلو ومؤثر"، حتى إنه أثناء رمينا الحجارة كان يقوم بترتيل القرآن الكريم، وهو يقذف بها، ولذلك أصررت على أن يؤمنا في صلاة الفجر.

 ويكمل د. حجازي أن عبد الكريم انصرف عنه وحينما سأله إلى أين يذهب؟، فأجابه بأنه ذاهب حتى يسلم على سيدنا حمزة، ولم يكد يكمل "عبد الكريم" كلمته حتى تلقى رصاصة في رأسه أردته قتيلاً، ورائحة المسك تفوح من دمه".

هكذا استشهد عبد الكريم الذي لم يتوان عن قول الحق في وجه السلطان الجائر، ولم يكن عبد الكريم ذا خلق سيئ مع أهله وأصدقائه، بل كان عفيف المعاملة مع كل من حوله، ولهذا شهد له أشقاؤه وأصدقاؤه بذلك.

(إخوان أون لاين) التقى أسرة الشهيد ليتعرف عليه عن قرب، يقول عبد المعطي أحمد رجب شقيق الشهيد عبد الكريم إنه كان مثالاً للشاب الخلوق المهذب، حيث كان هو أبرنا بأبينا، وكان مثالاً وقدوةً لنا، وهو ما جعل له منزلة مقربة لوالدنا نظرًا لبره له، والعمل على طاعته، وكان حينما تنشب أي من المشاكل نجده هو أول المتطوعين لحلها رغم صغر سنه، وكان ذا مقدرة على حلها، وكان يطرح الحلول المناسبة لها.

ويضيف عبد المعطي "الحفاظ على أداء الصلاة في جماعة" كان سمة الشهيد عبد الكريم، كان أكثرنا التزامًا بأداء الصلاة في جماعة وأحرصنا عليها، بل كان أحرصنا على أداء صلاة الفجر في جماعة في المسجد، ولم يكن يترك فرضًا ليسهو عنه".

ويشير إلى أن أهم العبادات التي كان يحرص عليها في رمضان هي عبادة "الاعتكاف في المسجد"، وكان مداومًا على أداء عبادة الاعتكاف في المسجد في العشر الأواخر من شهر رمضان، حتى إنه كان يحاول بشتى الطرق الحصول على إجازة سواء كان في العمل أو في الكلية أو في أي شيء آخر.

ويروي أنه إذا حان وقت أذان المغرب في رمضان كانوا يتناولون الإفطار أولاً ثم يقومون لأداء الصلاة، إلا أن الشهيد عبد الكريم كان غيرهم، فقد كان يفطر إفطارًا سريعًا ثم يهب مسرعًا حتى يلحق بالصلاة في المسجد، ويدرك تكبيرة الإحرام وبعدها يعود ليكمل إفطاره.

ويؤكد "عبد المعطي" أن أخاه كان شديد الصلة بالقرآن الكريم، وكان حريصًا على قراءة ورده القرآني، وخاصة في رمضان، وكان يحفزنا ويدفعنا إلى المداومة والإكثار من قراءته، كما كان يحاول أن يكون شخصًا يتمثل فيه السمت القرآني.

أما أحمد ماهر زميل دراسة عبد الكريم ورفيقه في السكن الذي كان يقيم فيه بالقاهرة فيصفه قائلاً: كان صاحب الدعوة والمهموم بهمها والباذل لها، موضحًا أن عبد الكريم كان مثالاً للشاب والصديق الخلوق، ومن أهم ما يتميز به الشهيد الصبر والتضحية، فكان شديد الصبر على البلاء والمحن ويتعامل معها بإيمان شديد وصبر أكيد، محاولاً حلها بكلِّ الطرق والوسائل مع ثقته في الله بأنه سوف يفرجها عنه.

ويؤكد أيضًا أنه كان يمتاز بالتضحية من أجل دينه ووطنه ودعوته وأصدقائه وإخوانه وأهله، فقد كان يبذل كلَّ غالٍ ونفيس من أجل أن تكون الدعوة غراء، سواء بالتضحية بالمال أو النفس أو الجهد والعرق.

ويضيف أحمد أن عبد الكريم كان يحافظ على سرية العلاقة مع الله سبحانه؛ حيث يتذكر أنه أفاق من نومه قبل الفجر فوجد عبد الكريم مستيقظًا متهجدًا لله سبحانه وتعالى في جوف الليل ويدعوه، كما كان يمتاز بالحرص على بعض العبادات التي يقصر فيها البعض ويغفل عنها، فقد كان- رحمه الله- حريصًا على أداء السنن مع الفروض، وكان يصفه كل من حوله برقة القلب ولينه، على الرغم من أنه كان حركيًّا إلى أبعد الحدود، وهو ما يجعل الكثيرين يتسرب إليهم داء قسوة القلوب من كثرة الحراك والعمل العام.

ما يميز الشهيد عبد الكريم رجب عن غيره هو وصيته، فقد أوصى عبد الكريم أهله- في وصية مكتوبة- أن يكثروا من الصدقات عليه، وخاصة الصدقات الجارية، وأن يستقبلوا خبر استشهاده بالفرح والسرور، وأن يجعلوها دعوة من أجل التضحية والبذل لهذا الدين وهذا الوطن.



الصورة غير متاحة
وطالب "عبد الكريم" في وصيته أن يسامحه كلُّ من أخطأ في حقه سواء كان عن عَمْد أو من دون قصد، كما اعتذر لأهله أنه خرج للمشاركة في المظاهرات وقت الثورة من دون إذنهم ولكن دين الله أغلى من كل شيء فهو دين من خلقنا، مستشهدًا بحديث النبي أن "خير الجهاد كلمة حق في وجه سلطان جائر".

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لمن يريد صناعة باتشات ل PES من الالف للياء

حمل أجمل أناشيد فور شباب

هكذا يستعد الشباب السعودي لاستقبال الحجاج